vendredi 14 octobre 2011

أطفال الشوارع..الوجه المؤلــــم لمدينـــة المحمدية

نمر عليهم كل يوم... تعودنا علي رؤيتهم بملابسهم الرثة الممزقة التي لا تحمي من برد ولا حر ولا مطر وأجسادهم النحيلة جوعا وبؤسا وعيونهم الزائغة بحثا عن الأمان المفقود وخوفا ورعبا من مستقبل مظلم ، قد نري البعض منهم يبحث عن بقايا طعام فاسد كحياته الفاسدة في صناديق القمامة أو مستغرقا في نومه علي الرصيف.. نتأفف منهم ومن إلحاحهم.. أو نمصمص شفاهنا شفقة عليهم ثم نمضي ونعود إلي منازلنا نأكل ونحتضن أبناءنا نسمع نشرات الأخبار.. نقرأ الصحف.. نشاهد برامج التليفزيون.هم اطفال الشوارع بمدينة المحمدية الذين قضت عليهم قساوة الحياة بالحرمان من دفء الأسرة وقربها فخرجوا إلى العراء يتجولون ويتخبطون على غير هدى وفي أيديهم مجموعة من محارم جيب ( كلينيكس) يبعيونها بالعرض على الناس، حتى إذا لم يجدوا يدا تمتد إليهم لشراء "سلعتهم"، يطالبون هذه اليد أن تمدهم بدرهم أو بنصفه، لكن جميع الأيدي لا تشتري ولا تجود وتمضي في حال سبيلها كما صادفتهم.

تختفي علامات البؤس خلف وجوهم المغبرة وشعورهم المشعثة وملابسهم الممزقـة، وتتوثب سمات الفقر والضياع في عيونهم الذابلـة وتجد بعضهم يزيد لنفسه -التي حرمت من أبسط ما يتمتع به الناس- ذبولا ونحولا في تعاطيه لمادة "السيليسيو" السامة ولمختلف أنواع التدخين والمخدرات... في حياتهم المنحرفـة.

هؤلاء لا يعرفون ما معنى الدراسة ولا ما يمت لها بصلة، ففي الوقت الذي يخرج فيه كل صباح في تمام الساعة الثامنة أقرانهم للذهاب إلى أقسام الدراسـة للعلم والمعرفة، يخرجون هم قبل الساعة السادسـة ليتسكعوا في طرقات وشوارع المدينـة، وليركضوا خلف كل ما يمكن أن يكون مصدرا لحصولهم على بعض الدراهم ليقتنوا بها شيئا من الطعام أو بعضا من السجائر يحرقونها مع آمالهم في الحياة أو يستعملونها للعب القمار فيما بينهم.

"محمدية بريس حاولت أن تقترب أكثر من هؤلاء البؤساء الذين اصطلح على تسميتهم بـ"أطفال الشوارع" فحاورت بعضهم الذي عبّر عن آماله وأحلامه في أن يعيش يوما رجلا غنيا وأن يهاجر إلى أوروبا للحيـاة، وكشف عن معاناته اليومية وقضاء أوقات يومه الذي يتوزع بين التسكع في الشوارع لبيع "محارم جيب" والقمار واللعب..

اسباب ظاهرة اطفال الشوارع

لمعرفة اسباب هذه الظاهرة توجهت محمدية بريس للدكتور النفساني سمير لحلو وكان جوابه:

أسباب هذه الظاهرة تنحصر فى ثلاثه اتجاهات السبب الأول منها رئيسى والاخران مترتبان عليه وهم الاسرة وأصدقاء السوء والجهل فالأسرة هى الأرض التى تزرع فيها النبته وتتبع حالها فان كانت التربه طيبه صلحت الزرعة وان كانت سيئه تصبح النبته أسوأحالا وقد أثبت الطب النفسى أن الأسرة المفككه التى تنشب منها نيران الخلافات بينهما كثيرا والتى قد تكون فيها زوج أم أحيانا أو زوجه اب أحيانا اخرى أوقد يكون الاب والام متواجدان معا ولكن كلا منهما يتأهب الفرصه التى تسنح له بشن المعركه على الأخر كل هذا له أبلغ الأثر فى نفوس هؤلاء الأطفال الذين يفضلون الموت على أن يشبوا فى هذا المكان الذى هو أشبه عندهم بجحيم الأخرة فيهرعون الى الشارع الذى يصبح ملاذهم ومفرهم الوحيد ليلتقطهم من يتحكم فى مصيرهم بعد ذلك .أما أصدقاء السوء فلهم اليد العليا والأولى فى كل كارثه فحينما تغفل الأسرة عن طفلها وتحرمه من العطف والحنان فإنه يبحث عمن يستأنس به ويشاركه عذابه فتمد ايه أيادى رفاق السوء الذين أصبحوا بمثابه المدرسه المعلمه لكل الحرف السوداء التى تدمر كل ماتجده ومن أهم الاسباب أيضا التىتؤدى وتتسبب فى حدوث تللك الظاهرة جهل الاباء فحقا هى كارثه بمفردها فحينما ينتشر الجهل بين الأباء وينجبون الأطفال بكثرة لايفكرون فى مستقبلهم ومصيرهم الذى ينتظرهم ولايضعون فى حسبانهم أن هؤلاء الأطفال يريدون الطعام والشراب يريدون التعليم والتربيه يريدون الحنان والرحمه والعطف منهم ليس من أ؟حد غيرهم يريدون أبسط حقوقهم وهى معاملتهم كأدميين ميزهم الله كباقى الأدميين على وجه البسيطه .

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

 
Crée par Mostafa AKKOUCHI